
النظام الجزائري يوقف تصدير الغاز إلى تونس ويهددها بقطع الكهرباء
هبة بريس
يشهد شمال إفريقيا تصعيدًا خطيرًا في التوترات الإقليمية بفعل السياسات العدائية التي ينتهجها النظام العسكري الجزائري تجاه تونس، حيث تحولت موارد الطاقة إلى سلاح للضغط والابتزاز السياسي.
وقف تصدير الغاز الطبيعي إلى تونس
وفي خطوة تكشف حجم الخلافات وأبعادها المقلقة، أقدمت الجزائر على وقف تصدير الغاز الطبيعي إلى تونس، مما أجبر هذه الأخيرة على شراء الكهرباء من الجزائر بأسعار خيالية تفوق ثلاث مرات التكلفة المعتادة.
هذا الإجراء، الذي يأتي بعد سنوات من العلاقات المتوترة، تسبب في شلل عدد من محطات الكهرباء التونسية، مخلّفًا آثارًا سلبية على الاقتصاد الوطني، وزيادة في الأعباء المالية على الخزينة العامة. فقد ارتفع سعر الوحدة الكهربائية إلى 33 دينارًا تونسيًا (حوالي 11 دولارًا)، مقارنة بتكلفة الإنتاج المحلي التي كانت أقل بكثير وأكثر استقرارًا.
الأخطر من ذلك، أن وثائق مسرّبة كشفت عن شروط جزائرية تعجيزية، من بينها مطالبة تونس بدفع 400 مليار مليم تونسي (ما يعادل 130 مليون دولار) تحت التهديد بقطع التيار الكهربائي نهائيًا إذا لم يتم السداد في ظرف أيام قليلة. خطوة تعكس بوضوح استخدام النظام الجزائري للطاقة كسلاح ابتزاز ودبلوماسية قسرية تهدد أمن تونس واستقرارها، وتفاقم معاناة شعبها.
انقطاعات للكهرباء في تونس
وفي الوقت الذي يواجه فيه التونسيون شبح انقطاعات كهربائية، يواصل النظام الجزائري تسويق نفسه كـ”قوة إقليمية عظمى” معتمدًا سياسة العزل والضغط بدل التعاون والتكامل. هذه المقاربة القائمة على الابتزاز تناقض مبادئ حسن الجوار وأسس العلاقات الدولية القائمة على التضامن والاحترام المتبادل.
إن ما تقوم به الجزائر يكشف نظامًا عسكريًا عاجزًا عن صياغة رؤية تنموية، يراهن على أدوات القوة لفرض إرادته، في وقت تحتاج فيه تونس إلى سياسات عاجلة واستراتيجيات وطنية لمواجهة هذه التهديدات وضمان أمنها الطاقي.
اليوم، تونس أمام امتحان حقيقي لمواجهة هذا النوع من الضغوط، من خلال تعزيز قدراتها الذاتية في مجال الطاقة، تنويع مصادرها، وبناء تحالفات إقليمية ودولية لحماية سيادتها، وضمان مستقبل مستقر ومزدهر بعيدًا عن الابتزاز الجزائري والسياسات المعادية للاستقرار.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X