
حزب فرنسا الأبية يتبرأ من تصريحات نائب برلماني مست بالوحدة الترابية للمغرب
هبة بريس
تجاوز النائب سيباستيان ديلوغو الخطوط الحمراء داخل فرنسا، مما دفع حزب “فرنسا الأبية”، بقيادة جان لوك ميلانشون، إلى التبرؤ رسمياً من تصريحاته.
تجاهل قضيتي الفرنسيين المعتقلين في الجزائر
الجدل تفجر بعد مقابلة أجراها ديلوغو مع قناة “كنال ألجيري”، الناطقة باسم النظام العسكري الجزائري، حيث تبنى بشكل سافر خطاب هذا النظام، متجاهلاً تماماً قضيتي الفرنسيين المعتقلين في الجزائر: الكاتب بوعلام صنصال، والصحفي كريستوف غليز، اللذين يواجهان أحكاماً جائرة في سجون العسكر.
في 30 يونيو، أعرب النائب عن “تأثره” بما وصفه بحفاوة الاستقبال الرسمي الجزائري، في مقارنة غريبة مع وسائل الإعلام الفرنسية التي اتهمها بالخضوع لسيطرة مجموعة بولوريه.
وقدم زيارته للجزائر، التي رافقته فيها والدته الجزائرية الأصل، كرحلة “بحث عن الجذور”، وكأن النظام الجزائري جزء من إرثه العائلي.
وفي مقابلة اتسمت بالخضوع التام، عبّر عن رغبته في إقامة “حوار ندّي” مع نظام العسكر، داعياً إلى سياسة فرنسية جديدة مبنية على “الاحترام” و”السيادة”، متجاهلاً الطبيعة القمعية لهذا النظام وعداءه التاريخي للمغرب.
الخطاب العدائي ضد المغرب
ولكن الأخطر، انخراطه الكامل في الخطاب العدائي ضد المغرب، حيث تبنى السردية الجزائرية المعادية، وهاجم اليمين الفرنسي، متهماً إياه بالإرث الاستعماري لمنظمة الجيش السري (OAS)، كما اتهم رئيس كتلة الجمهوريين، برونو ريتايو، بإشعال الأزمة مع الجزائر، وهاجم الحكومة الفرنسية بزعم احتقارها للشعب الجزائري.
ديلوغو، الذي سبق له أن قبّل العلم الجزائري في مظاهرة مؤيدة لفلسطين في يونيو 2024، بدا وكأنه في حملة انتخابية لاستمالة أصوات الجالية الجزائرية في مرسيليا، حتى لو اقتضى ذلك التواطؤ مع نظام قمعي.
وفي قمة الجهل أو التضليل، كرر ديلوغو أسطوانة “الاستفتاء” في الصحراء المغربية، مدعياً خطأً أن الأمم المتحدة بصدد تنظيمه، رغم أن قرارات مجلس الأمن منذ 2007 تؤكد على الحل السياسي العملي والواقعي، وهو الحكم الذاتي المغربي، الذي يحظى بدعم دولي متزايد.
هذه التصريحات فجّرت غضباً واسعاً في أوساط الجالية المغربية بفرنسا، التي أعلنت سحب دعمها لحزب “فرنسا الأبية”، معتبرة تصريحاته إساءة للوحدة الترابية للمغرب.
السقوط السياسي
ورداً على الانتقادات، لجأ ديلوغو إلى حظر حسابات العديد من المغاربة على منصاته الاجتماعية، بما فيها حساب وسيلة إعلامية نشرت تصريحاته.
الغضب تجاوز الجالية المغربية ليصل إلى الإعلام والسياسة في فرنسا، خاصة بسبب صمته المريب تجاه سجن الفرنسيين بوعلام صنصال، المحكوم عليه بخمس سنوات بتهمة “المساس بالوحدة الوطنية”، وكريستوف غليز، الذي حكم عليه بسبع سنوات بدعوى “تمجيد الإرهاب”، رغم كونه كان في الجزائر لمهمة صحفية رياضية.
تحت وقع هذا السقوط السياسي، اضطر حزب “فرنسا الأبية” إلى إصدار توضيح يؤكد أن تصريحات ديلوغو تعبر عن رأيه الشخصي ولا تلزم الحزب.
هكذا وجد ديلوغو نفسه معزولاً سياسياً، بعدما كشف عن وجهه الحقيقي: نائب يتواطأ مع نظام عسكري قمعي يضطهد شعبه ويصدر أزماته إلى الخارج.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X