الإعلام الفرنسي يصعّد ضد نظام العسكر.. الجزائر تسجن مواطنينا لابتزاز فرنسا 

هبة بريس

اتهمت وسائل إعلام فرنسية، يوم الثلاثاء، السلطات الجزائرية بتوقيف مواطنين فرنسيين واستخدامهم كـ”رهائن” في لعبة ابتزاز سياسي مكشوفة ضد باريس، وذلك في أعقاب الحكم القاسي بالسجن لسبع سنوات نافذة الذي صدر بحق الصحافي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز، بالتزامن مع تثبيت محكمة الاستئناف لحكم آخر بالسجن خمس سنوات ضد الكاتب الفرنسي من أصول جزائرية، بوعلام صنصال.

فضيحة حقوقية مدوية

قضية كريستوف غليز تحوّلت إلى فضيحة حقوقية مدوية في فرنسا، خاصة بعدما أدانته محكمة جزائرية، يوم الأحد الماضي، بتهم فضفاضة مثل “تمجيد الإرهاب” و”حيازة منشورات تمس بالمصلحة الوطنية”، بل واتهمته أيضًا بـ”خرق شروط التأشيرة” لأنه دخل الجزائر بغرض إنجاز تحقيق صحفي رغم حصوله فقط على تأشيرة سياحية.

وتؤكد الأوساط الفرنسية أن كل تلك الاتهامات لا تعدو أن تكون غطاء قانونيًا لتصفية حسابات سياسية.

وحسب تقارير إعلامية فرنسية، فإن غليز كان قد دخل الجزائر في ماي 2024 من أجل إعداد مادة صحفية ميدانية حول فريق شبيبة القبائل، غير أنه تعرض للاعتقال في تيزي وزو بتاريخ 28 ماي، وظل تحت المراقبة القضائية طيلة 13 شهرا، قبل أن يُزجّ به في السجن بعد محاكمة وصفتها الصحافة الفرنسية بأنها غير عادلة ومسيّسة.

من جهتها، أعلنت منظمة “مراسلون بلا حدود” نية فريق الدفاع عن الصحافي الطعن في الحكم، دون أن تقدم معطيات إضافية حول مسار الاستئناف أو موعد الجلسة المقبلة.

اختطاف دولة لمواطنين فرنسيين

الضجة الإعلامية التي أحدثها الحكم على غليز ترددت أصداؤها في كبرى البرامج الفرنسية، لا سيما برنامج “Christine Kelly et vous” على إذاعة “أوروبا 1″، حيث وصف المحلل إيريك نولو ما جرى بأنه “اختطاف دولة” لمواطنين فرنسيين، معتبرا أن النظام الجزائري “يحتجز رهائن” لفرض موقعه في العلاقة الثنائية مع فرنسا.

وفي سياق مشابه، طرحت النائبة الفرنسية نعيمة موتشو، عن حزب “Horizons”، سؤالًا في البرلمان حول مصير الرهائن الفرنسيين في الخارج، ليؤكد وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، التزام بلاده الكامل بالتدخل من أجل إطلاق سراح كريستوف غليز.

الملف لا يزال يلقى تغطية كثيفة من قبل وسائل الإعلام الفرنسية، لا سيما في ظل استياء واسع من قرار محكمة جزائرية تثبيت حكم بالسجن خمس سنوات على الكاتب المعروف بوعلام صنصال، في خطوة رأى فيها العديد من الصحفيين الفرنسيين تعبيرًا عن نزعة انتقامية تجاه المثقفين المعارضين.

حرب على فرنسا

وفي تعليق لافت، صرّح الصحافي الفرنسي إيفان ريوفول، على قناة “CNews”، أن “من يُحاكم في الجزائر ليس صنصال، بل فرنسا ذاتها”، معتبرًا أن النظام الجزائري يشن “حربًا رمزية” على فرنسا من خلال هذه القضايا.

وتأتي هذه التطورات في خضم أزمة غير مسبوقة بين الجزائر وباريس، حيث تعيش العلاقات بين البلدين توترا متصاعدا منذ إعلان الرئيس إيمانويل ماكرون، في يوليوز 2024، دعمه الرسمي لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، وهو الموقف الذي أثار حفيظة النظام الجزائري، ودفعه إلى التصعيد الدبلوماسي والإعلامي ضد فرنسا، في سياق أزمة مفتوحة لا تلوح لها بوادر انفراج قريب.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى