ماذا سيترتب على قصف منشأة “فوردو”؟ تفاصيل الخطورة والآثار المحتملة

هبة بريس

تزداد حدة التوتر بين إيران وإسرائيل وسط مؤشرات على احتمال تدخل أميركي مباشر في الصراع، ما يعيد إلى الأذهان احتمالات استهداف منشأة فوردو النووية، التي تعتبر من أكثر المواقع الإيرانية تحصينًا.

وتترافق هذه التطورات مع تصريحات وتحركات عسكرية أميركية تشير إلى تصعيد محتمل في المنطقة. وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد أعلن سابقًا أنه سيتخذ قرارًا بشأن هجوم على إيران خلال الأسبوعين المقبلين، فيما تتجه عدة أصول عسكرية أميركية إلى الشرق الأوسط تحسبًا لأي تطورات.

منشأة فوردو.. الحصن المنيع تحت الأرض

تقع منشأة فوردو النووية بالقرب من مدينة قم على عمق نحو 90 مترًا تحت سطح الأرض، وقد تم بناؤها خصيصًا لتصعب استهدافها بالقصف الجوي.

وفي حال قررت الولايات المتحدة المشاركة في الحرب إلى جانب إسرائيل، فمن المرجح أن تستخدم القاذفة الشبح الأميركية “B-2″، وهي الطائرة الوحيدة القادرة على التسلل إلى الأجواء الإيرانية دون الكشف عنها، وتحمل القنبلة الخارقة للتحصينات “GBU-57” القادرة على تدمير المنشأة.

وذكرت صحيفة “المعاريف” الإسرائيلية أن الهدف من أي هجوم محتمل هو تدمير منشأة فوردو وبنيتها التحتية وأجهزة الطرد المركزي، إضافة إلى مخزون اليورانيوم المخصب الموجود داخلها.

اليورانيوم المخصب وخطورته داخل فوردو

تشير المصادر إلى أن اليورانيوم المستخدم في فوردو يُخصب بدرجات متفاوتة، إذ يُستخدم اليورانيوم المخصب بنسبة 3% إلى 5% لأغراض مدنية مثل إنتاج الطاقة، بينما ترتفع نسب التخصيب إلى 60% أو 90% ليصبح مناسبًا لصناعة الأسلحة النووية.

وتحتوي المنشأة على يورانيوم مخصب بدرجات عالية، لكنه ليس في شكل قنابل نووية جاهزة، إذ يُحتفظ بالمادة داخل حاويات خاصة على شكل غاز أو معدن صلب بحسب مرحلة المعالجة.

هل يسبب قصف فوردو انفجارًا نوويًا؟

تؤكد الصحيفة أن الانفجار النووي لا يحدث بمجرد وجود اليورانيوم، بل يتطلب نظامًا معقدًا من الآليات لتفعيل الانشطار. ومنشأة فوردو لا تمتلك هذه الآليات، وبالتالي حتى في حال قصفها بالقنبلة الخارقة للتحصينات، لن يحدث انفجار نووي أو ظهور سحابة فطرية، ولن تُدمر المنطقة بالكامل.

خطر انتشار المواد المشعة والإشعاع المحتمل

مع ذلك، في حال تضرر مكان تخزين المادة النووية داخل فوردو، قد تنتشر جزيئات مشعة في الهواء، والتي يمكن أن تحملها الرياح إلى التربة والمياه أو تبقى معلقة في الجو.

هذا قد يعرض الأشخاص القريبين من موقع القصف للإشعاع، خاصة عند ملامسة التربة الملوثة أو شرب الماء الملوث أو استنشاق الغبار، ما قد يؤدي إلى أضرار صحية خطيرة مثل السرطان، الفشل الكلوي، وضعف المناعة.

مدى انتشار الإشعاعات وتأثيرها على المدن المجاورة

تقع منشأة فوردو على بعد عشرات الكيلومترات من المدن الكبيرة مثل قم وطهران، وفي الظروف الجوية العادية، لا يُتوقع وصول الإشعاعات إلى هذه التجمعات السكانية، لكن الرياح القوية قد تحمل الجزيئات الدقيقة إلى أماكن غير متوقعة، مما يشكل خطرًا بيئيًا وصحيًا محتملًا.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى