
في هجمات منظمة.. النظام الجزائري يقود حملة إلكترونية لزعزعة استقرار فرنسا
هبة بريس
تخفيف اللهجة العدائية في التصريحات الرسمية الصادرة عن الجزائر تجاه فرنسا لا يعني بالضرورة وجود نية حقيقية لدى النظام الجزائري لخفض التصعيد أو استعادة العلاقات الثنائية المجمدة منذ ما يقارب السنة.
تسريب وثيقة رسمية
والدليل القاطع على ذلك تسريب وثيقة رسمية من هيئة سيادية فرنسية تكشف تورط الجزائر في حرب سيبرانية قذرة تستهدف استقرار فرنسا.
الوثيقة، التي نشرت تفاصيلها الصحيفة الفرنسية الساخرة “Le Canard enchaîné”، صادرة عن المصلحة الفرنسية لليقظة والحماية من التدخل الرقمي الأجنبي المعروفة اختصاراً بـ”Viginum”، وهي جهاز تقني تابع للمخابرات الفرنسية. هذه الوثيقة تؤكد بشكل واضح إدارة النظام العسكري الجزائري لهجمات إلكترونية منظمة بهدف زعزعة استقرار الدولة الفرنسية.
التقرير، الذي تناولته الصحيفة في عددها ليوم الأربعاء 16 يوليوز 2025، تحدث عن حرب خفية تدور في الفضاء الرقمي بالتوازي مع الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة بين البلدين، استناداً إلى المعطيات المضمنة في الوثيقة المسربة.
وتكشف الوثيقة أن جيشاً من الحسابات الجزائرية الوهمية يقود حملة واسعة ضد فرنسا على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف تضليل الرأي العام وتشويه صورة الحكومة الفرنسية، حيث يتم بث منشورات متطابقة في توقيت واحد أو بفارق دقائق معدودة، في أسلوب يعكس التنسيق المحكم لهذه العمليات.
يقظة السلطات الفرنسية تجاه مخططات النظام العسكري
وبحسب نفس المصدر، أنشأت المخابرات الجزائرية خلال عشرين يوماً فقط، في ديسمبر 2024، ما لا يقل عن 4652 منشوراً عبر الإنترنت و55 مقطع فيديو على يوتيوب، تروج جميعها لرواية ملفقة تزعم وجود “مؤامرة من المديرية العامة للأمن الخارجي الفرنسي ضد الجزائر”.
ولم تكتف هذه الحملة بذلك، بل استهدفت علامات تجارية فرنسية كبرى مثل “لا فاش كيري”، و”بيجو”، و”لاكوست” في محاولة للمس بصورة الاقتصاد الفرنسي.
هذا التصعيد الخطير يبعث برسالة واضحة مفادها أن عودة الدفء للعلاقات الثنائية أمر بعيد المنال، خلافاً لما يحاول البعض الترويج له.
الوثيقة تؤكد أن جهات سيادية جزائرية تقف خلف هذه العمليات، وهو ما يشير إلى يقظة السلطات الفرنسية تجاه مخططات النظام العسكري.
وتزامن هذا الكشف مع استمرار النظام الجزائري في سياسة الانتقام وتصفية الحسابات، من خلال الإبقاء على الكاتب الفرانكو-جزائري بوعلام صنصال والصحافي الفرنسي كريستوف غليز خلف القضبان، في فضيحة جديدة تؤكد إمعان هذا النظام في قمع الحريات، وانتهاك حقوق الإنسان، وملاحقة كل الأصوات المنتقدة.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X