ترامب يهدد بإسقاط الاقتصاد الإسباني: “ادفعوا للناتو أو ستتحملون العواقب”

سعيد الحارثي – مدريد

في أعقاب قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سلسلة من التصريحات النارية، مركزًا هجومه على إسبانيا التي وصفها بأنها “العائق الأكبر أمام التزامات الدفاع المشترك داخل الحلف”.

وخلال مؤتمر صحفي عقده بعد انتهاء القمة، أعرب ترامب عن استيائه الشديد من رفض الحكومة الإسبانية رفع إنفاقها الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو السقف الذي يطالب به الإدارة الأمريكية ضمن استراتيجيتها لتعزيز قدرات الناتو.

وقال ترامب بنبرة تهديدية: “سنتفاوض مع إسبانيا على اتفاقية تجارية جديدة تجعلهم يدفعون الضعف… هذا هو الثمن إذا استمروا في التقاعس”، في إشارة إلى احتمال فرض عقوبات أو رسوم تجارية كرد على ما وصفه بـ”الاستهتار بالمسؤولية المشتركة”.

وأضاف: “اقتصادهم يسير على نحو جيد، لكن يمكن أن يُسحق في أي لحظة إذا لم يتصرفوا”. كما اعتبر أن مدريد أصبحت الدولة الوحيدة بين أعضاء الناتو التي تتمسك بإنفاق 2% فقط، وهو الحد الأدنى الذي كان متفقًا عليه سابقًا، دون أن تواكب المطالب الجديدة برفع هذا السقف.

تصريحات ترامب أثارت عاصفة من الردود داخل المشهد السياسي الإسباني. حيث وصف زعيم حزب VOX، سانتياغو أباسكال، التصريحات بأنها “كاذبة ومهينة”، مؤكدًا أن “ترامب لم يتردد في الكذب مرارًا، ولا عجب أن يكرر ذلك الآن”.

من جهتها، شددت نائبة رئيس الحكومة وزعيمة حركة “سومار”، يولاندا دياز، على أن “إسبانيا دولة ذات سيادة ولن ترضخ لأي ابتزاز خارجي”، مؤكدة رفض الحكومة الإسبانية زيادة الميزانية العسكرية فقط لإرضاء أجندات أجنبية.

أما حزب “بوديموس” فدعا إلى إعادة النظر في العلاقة مع الناتو برمتها، محذرًا من أن استمرار هذه التحالفات على هذا النحو قد يجر البلاد إلى “مخاطر لا داعي لها”.

وفي أول تعليق له، قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز من لاهاي: “إسبانيا لطالما كانت جزءًا من الحل، وليست يومًا جزءًا من المشكلة”، مؤكدًا أن موقف بلاده نابع من حسابات سيادية لا تخضع للضغوط.

الملفت أن اللقاء بين ترامب وسانشيز خلال القمة لم يشهد أي تواصل مباشر، لا مصافحة ولا حتى تبادل كلمات، في مؤشر واضح على تصاعد التوتر بين الطرفين



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى