
المدرسة العليا للتجارة والتسيير بفاس.. بين طموحات الطلبة وتسيير عشوائي يُثير الاستياء
هبة بريس- فاس
تشهد المدرسة العليا للتجارة والتسيير بفاس، إحدى المؤسسات الجامعية الرائدة في مجال الاقتصاد والتدبير، حالة من الاحتقان والتذمر المتصاعد في صفوف الطلبة وأولياء أمورهم، وذلك نتيجة ما يُعتبر تسييرًا عشوائيًا، وغيابًا للكفاءة والتواصل داخل إدارة المؤسسة، إلى جانب ممارسات لا تربوية تُنسب لبعض الأطر التعليمية.
ووفقًا لشهادات عدد من الطلبة وأوليائهم، فإن المؤسسة تعاني من غياب آليات التواصل الفعّال مع الطلبة وعدم التفاعل الجاد مع مشاكلهم اليومية، خصوصًا تلك المرتبطة بالتأطير الأكاديمي، وتوفير بيئة تعليمية سليمة ومحفّزة على النجاح. وقد وجهت أصابع الاتهام إلى الإدارة الحالية للمؤسسة، وخصوصًا إلى مديرها، الذي وصفه المتحدثون بـ”البعيد كل البعد عن الإنصات والتجاوب مع تطلعات الطلبة وأوليائهم”، مؤكدين أن أسلوبه يتسم بالتهرب من المسؤولية وعدم تقديم حلول ناجعة، ما يُساهم في تفاقم الأوضاع بدل حلّها.
وفي سياق متصل، عبّر عدد من الطلبة عن استيائهم من ممارسات بعض الأساتذة الذين يتعاملون، بحسب قولهم، بأسلوب احيانا غير تربوي، رغم تفوق بعض الطلبة واستحقاقهم لدرجات أعلى. هذه التصرفات، وفقًا للطلبة، تضرب في عمق مصداقية التقييم الأكاديمي وتخلق مناخًا من الإحباط وغياب العدالة داخل المؤسسة.
الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث أشار أولياء الأمور إلى حالات لطلبة أتموا دراستهم ومسارهم الأكاديمي نظريًا، إلا أنهم يُفاجأون كل سنة ببقاء مادة أو أكثر غير مصادق عليها، دون تدخل من الإدارة لحل هذا الإشكال المزمن. فلا تغيير لأستاذ المادة، ولا تشكيل للجنة “ad hoc”، ولا حتى قرار إداري واضح، مما يُبقي دبلومات الطلبة معلّقة ومصيرهم الدراسي والمهني في المجهول.
وتجدر الإشارة إلى أن موقع هبة بريس تفاعل مع الموضوع، حيث قام بالاتصال بكل من رئاسة جامعة فاس ومدير المؤسسة من أجل استقصاء توضيحات رسمية حول ما يجري داخل المدرسة، إلا أن التفاعل، حسب ما ورد، ظل دون المستوى المطلوب هاتفهم يرن بدون جواب، مما يزيد من الضبابية والتساؤلات حول غياب إرادة الإصلاح أو حتى فتح الحوار مع المتضررين.
أمام هذا الوضع المتأزم، يُطالب عدد من الطلبة وأولياء الأمور بتدخل عاجل من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، من خلال إيفاد لجنة تفتيش مستقلة ونزيهة للتحقيق في ما وصفوه بـ”الاختلالات البنيوية المتكررة”، والتي تُسيء لسمعة المؤسسة وتُقوض مستقبل جيل من الطلبة المغاربة الطموحين.
إن المدرسة العليا للتجارة والتسيير بفاس كانت، ولا تزال، مفخرة وطنية ووجهة للطلبة الباحثين عن التميز الأكاديمي. لكن استمرار هذه الاختلالات دون معالجة جادة من شأنه أن يُفقد الثقة في المؤسسة ويضرب قيم الجدية والمصداقية التي يجب أن تسود الحقل الجامعي.
وحده تدخل صارم ومهيكل من الجهات الوصية كفيل بإعادة الأمور إلى نصابها، وتوجيه المؤسسة نحو مسارها الطبيعي كفضاء علمي يسوده الاحترام والعدالة ….
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X