الفوضى تضرب البلاد.. عصابات تصنيع وبيع السلاح في الخفاء تنتشر بالجزائر

هبة بريس

يمضي المجتمع الجزائري بخطى ثابتة نحو هاوية الفوضى، في مشهد تعكسه مظاهر الانهيار المتسارع على كافة الأصعدة. فبعد استفحال ظاهرة المخدرات الصلبة المصنعة محليًا، لم تتأخر بؤر الإجرام في الانتقال إلى مستوى أخطر: صناعة الأسلحة والمتاجرة بها في الخفاء، تحت أنظار دولة فقدت السيطرة على محيطها الداخلي.

ورشة سرية لصناعة الأسلحة

ففي ولاية بسكرة الجزائرية، أعلنت مصالح الشرطة تفكيك خلية إجرامية مكونة من أربعة أفراد، حوّلوا بستان نخيل إلى ورشة سرية لصناعة الأسلحة وبيعها لمن يدفع.

وتم خلال العملية حجز خمس قطع سلاح من الصنفين الخامس والثامن، إلى جانب كمية كبيرة من الذخيرة الحية والبارود، في مؤشر خطير على تحول الأرياف الجزائرية إلى مصانع موت.

وقد ضبطت المصالح الأمنية ثلاث بنادق تقليدية، وبندقية أحادية الماسورة، وأخرى مزدوجة، إضافة إلى 303 وحدة ذخيرة حية وفارغة من عيارات مختلفة، فضلاً عن معدات أجنبية لصناعة الخراطيش، وآلات تعبئة وحشو، وقرابة 400 غرام من مادة “البارود”، وكمية مماثلة تقريبًا من الملح الطبيعي.

الانفجار الداخلي 

التحقيقات كشفت كذلك عن وجود 45.4 كلغ من الأسمدة الكيماوية من نوعين مختلفين، وخمسة أسلحة بيضاء متعددة الأحجام، وعصا “بيسبول”، إضافة إلى ألعاب نارية وكوابل كهربائية مسروقة من النحاس والألمنيوم، إلى جانب أربع دراجات نارية، اثنتان منها مسروقتان، والأخريان تستعملان في نشاط الشبكة.

وبهذا يتضح أن كل مقومات الفوضى والانفجار الداخلي باتت جاهزة على أرض الواقع، وسط تعدد العصابات وتنوع أنشطتها، لكن بهدف واحد: دفع الجزائر نحو التفكك الشامل. أما ما تبقى من دولة تطلق على نفسها لقب “القوة الضاربة”، فلا وجود له إلا في بلاغات وكالة الأنباء الرسمية وأشرطة إعلام الدعاية البالية التي لا تزال عالقة في ذهنية القرن الماضي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى