السلطات المحلية بأكادير تمنع احتفالات “بوجلود” في الأحياء خلال عيد الأضحى

هبة بريس – أحمد وزروتي

في إطار التدابير الاحترازية الرامية إلى حماية النظام العام وضمان سلامة المواطنين، قررت قائدة الملحقة الإدارية الخامسة بأكادير، بتنسيق مع السلطات المحلية العليا، منع تنظيم احتفالات “بوجلود” داخل الأحياء خلال أيام عيد الأضحى المبارك.

ويأتي هذا القرار في سياق وطني استثنائي، يتزامن مع الإهابة الملكية السامية التي وُجّهت إلى الشعب المغربي، والتي دعت إلى عدم ذبح الأضحية خلال هذا العيد، حفاظًا على القطيع الوطني في ظل التحديات الاقتصادية والمناخية التي أثّرت بشكل كبير على الفلاحة وتربية المواشي.

وتُعد ظاهرة “بوجلود” تقليدًا شعبياً عريقًا، يمارَس عادة بعد ذبح الأضاحي، حيث يرتدي شباب جلود الأنعام ويجوبون الأزقة في مشاهد احتفالية فلكلورية، تُعبّر عن موروث ثقافي متجذر. غير أن هذه الممارسة، في بعض السياقات، تتحوّل إلى مصدر إزعاج وفوضى بسبب سوء التنظيم واستغلالها من طرف بعض الأشخاص في إثارة الرعب أو مضايقة المواطنين.

وأكدت مصادر محلية أن القرار تم اتخاذه استجابة لعدد من الشكايات من سكان الأحياء الشعبية، الذين عبّروا عن قلقهم من الطابع العشوائي الذي باتت تتخذه هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة، إضافة إلى المخاوف من إرباك النظام العام في ظل الدعوة الرسمية إلى الحد من الذبح والتقليل من الطقوس المرتبطة به.

السلطات المحلية بأكادير شددت على أن منع مظاهر “بوجلود” لا يستهدف الموروث الثقافي للمنطقة، بل يسعى إلى تنظيم الفضاء العام وضمان الأمن والسكينة، خاصة في ظل التوجيهات الوطنية بترشيد الموارد والحفاظ على الثروة الحيوانية الوطنية التي تمر بظرفية صعبة نتيجة الجفاف وارتفاع كلفة الأعلاف.

وتواكب هذا المنع بحملات توعوية وتنسيق أمني مكثف داخل الأحياء، لتفادي أي خروقات أو مظاهر احتفال غير مرخصة. كما دعت فعاليات جمعوية إلى التفكير في تنظيم هذه التظاهرة الثقافية مستقبلاً في إطار مؤسساتي مُؤطر قانونيًا، يوازن بين الحفاظ على الهوية الثقافية وضمان السلامة العامة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى