أكادير.. الارتجالية في تدبير حركة السير تُفاقم الاختناق المروري بالمدينة

هبة بريس – عبد اللطيف بركة

تشهد مدينة أكادير، خلال فصل الصيف، تزايداً ملحوظاً في حدة الاختناق المروري، وهو ما أصبح يثير العديد من الانتقادات من طرف سكان المدينة.

فالأحياء الحيوية باتت تشهد يوميا شللاً شبه كامل في حركة السير نتيجة توافد المواطنين من مختلف المناطق داخل المغرب وخارجه.

وقد وجهت أصوات عديدة انتقادات شديدة للمسؤولين المحليين، محملة إياهم المسؤولية عن غياب استراتيجيات فعّالة للتعامل مع الازدحام الكبير الذي تعاني منه المدينة في هذه الفترة من السنة، وخاصة في المناطق السياحية والمداخل الرئيسية للمدينة.

– تصريحات مختصين حول تدبير الحركة المرورية

وفي هذا السياق، أوضح مختصون في تدبير حركة السير والجولان أن إجراءات إغلاق بعض الطرق من طرف رجال الأمن لم تُسهم سوى في تعميق الأزمة، حيث أدت إلى اختناق مروري في محاور رئيسية تربط وسط المدينة ببقية الأحياء، وأكد هؤلاء الخبراء أن هذه التدابير لم تكن سوى حلولاً وقتية، في حين كان من الأفضل تبني حلول أكثر شمولية وواقعية.

كما أشار أحد المهندسين المختصين في التنقلات الحضرية إلى أن تكرار إغلاق بعض الطرق الحيوية، مثل تلك التي تؤدي إلى المنطقة السياحية أو سوق الأحد، يؤدي إلى تزايد في تكاليف النقل بسبب الاضطرار إلى تغيير مسارات السفر بشكل متكرر، وأوضح أن هذا التغيير في المسارات يزيد من المسافة المقطوعة ويضاعف الوقت المطلوب للوصول إلى الوجهات الرئيسية.

الاختناق المروري

– غياب التنسيق بين الجهات المعنية

من جانبه، أشار خبير آخر إلى أن جماعة أكادير لم تقدم رؤية واضحة لمعالجة مشكلة الازدحام المروري، بل منحت صلاحيات واسعة لشرطة السير والجولان لاتخاذ القرارات، وهو ما ساهم في اللجوء إلى تدابير غير مدروسة مثل إغلاق الطرق بشكل عشوائي مضيفا أن غياب التنسيق بين مختلف الهيئات المعنية أدى إلى تكدس السيارات في منافذ محدودة، مما زاد من فوضى السير.

– قضايا أخرى تسهم في الاختناق

كما تطرقت بعض الآراء إلى قلة عدد رجال الأمن المكلفين بتنظيم حركة السير في أكادير، خصوصاً في النقاط الحيوية والمداخل الرئيسية للمدينة.

ورغم التزايد الملحوظ في أعداد السيارات الوافدة على المدينة، يظل عدد أفراد الأمن غير كافٍ لضمان سير العمليات بفعالية، وقد أدى ذلك إلى الاعتماد المتزايد على الإشارات المرورية الآلية في مواقع تحتاج إلى تدخل بشري مباشر بسبب كثافة حركة المرور.

– مشاريع البنية التحتية وزيادة التحديات

في الوقت ذاته، أطلقت السلطات المحلية مشاريع لتأهيل عدد من الشوارع الرئيسية في المدينة، ولكن، وكما أشار البعض، فقد بدأ تنفيذ هذه الأشغال في نفس الوقت وفي عدة شوارع حيوية، ما ساهم في تفاقم الاختناق المروري، وفي هذا الإطار، يرى بعض المهندسين أن المسؤولين المحليين كان من الأجدر بهم تقسيم الأعمال إلى مقاطع مستقلة، وتنفيذ الأشغال في فترات خارج الموسم الصيفي لتفادي المزيد من الازدحام والفوضى في حركة السير.

– رؤى للتطوير والتنسيق المستقبلي

وفي ختام هذه النقاشات، دعا العديد من المهنيين إلى ضرورة أن تتبنى السلطات المحلية استراتيجيات متكاملة تدير التنقلات بشكل أكثر تنظيماً، مع ضرورة تنسيق الجهود بين الجهات المعنية وتحديد أولويات واضحة لضمان استدامة سلاسة حركة السير في المدينة.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى