ميدلت.. الضجيج الحرفي بمحيط مسجد عمر بن عبد العزيز معاناة يومية تستدعي تدخلاً عاجلاً

هبة بريس – ميدلت

في قلب مدينة ميدلت، وتحديدًا في محيط مسجد عمر بن عبد العزيز والأزقة المجاورة، يعيش السكان على وقع إزعاج يومي مستمر بفعل الأنشطة الحرفية المتزايدة، والتي امتدت لتشمل أحياء أخرى مثل تادوت وغيرها، ما خلق وضعًا شاذًا يستدعي تدخلاً فوريًا من الجهات المسؤولة.

فبين مطارق الحديد، وأصوات الآلات المزعجة، وضجيج لا ينقطع من ساعات الصباح الأولى وحتى المساء، يجد سكان هذه المناطق أنفسهم أمام معاناة مزمنة، أثّرت على جودة حياتهم، وخلقت حالة من التوتر والاحتقان الاجتماعي. وقد عبّر عدد من السكان، في تصريحات متطابقة، عن استيائهم من هذا الوضع، خاصة وأن بعض الورشات لا تحترم أدنى الشروط التنظيمية ولا تُراعي الطابع السكني للمنطقة.

بين الحق في العمل وحق السكان في الراحة

لا شك أن الحرف والصناعات التقليدية تُمثل شريانًا اقتصاديًا مهمًا للمدينة، وتوفر فرص عمل لعدد كبير من الأسر، إلا أن ممارسة هذه الأنشطة داخل النسيج السكني يُعد خرقًا لمبادئ التهيئة الحضرية وتوازن العيش المشترك. ويطالب السكان بضرورة البحث عن حلول تنموية تضمن استمرار النشاط الاقتصادي دون المساس بحقهم في الراحة والسكينة، خصوصًا في محيط مؤسسة دينية وروحية كمسجد عمر بن عبد العزيز.

الحي الصناعي.. مشروع متعثر في سبات عميق

يرى متتبعون للشأن المحلي أن الحل الأنسب يكمن في إخراج الشطر الثاني من الحي الصناعي إلى حيز التنفيذ، وهو مشروع طال انتظاره، وأصبح أشبه بـ”الملف المنسي” داخل رفوف المجالس المنتخبة. والغريب في الأمر، حسب مصادر محلية، أن عدداً من الحرفيين أبدوا استعدادهم الكامل للانتقال إلى الحي الصناعي في حال توفيره وتجهيزه، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول أسباب التأخير وغياب الإرادة السياسية لمعالجة هذا الملف الشائك.

المسؤولون مدعوون للتحرك العاجل

أمام هذا الوضع، يُجمع الفاعلون المحليون والحقوقيون على ضرورة تحرك المنتخبين والسلطات المعنية بصفة استباقية، من خلال بلورة خطة واضحة لتنظيم الأنشطة الحرفية، وإخراج المشاريع المهيكلة من حالة الجمود، بما يضمن التوفيق بين ضرورات التنمية الاقتصادية واحترام المعايير البيئية والحضرية.

وفي انتظار تفعيل هذا الورش، تبقى ساكنة محيط المسجد والأحياء المتضررة رهينة ضجيج يومي لا يُطاق، وسط صمت رسمي غير مبرر، يُغذي الإحساس بالإقصاء ويقوض ثقة المواطنين في جدوى العمل التمثيلي والمؤسساتي.



قراءة الخبر من المصدر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى